منهجية المقال الفلسفي - جميع الشعب -

يطالب المترشح في امتحان الباكالوريا بتحرير مقال فلسفي (يتعلق بموضوع أو نص) وهو ليس مناسبة لسرد ما حفظه من دروس، كما أنه ليس مجرد تمرين لاختبار تملّكه لمهارات معينة، بل هو أساسا مناسبة للتفكير في المشكل و الوعي بدواعي طرحه و معالجته بإبراز عناصره وحلوله الممكنة أي مقاربته تحليليا و نقديا بمراعاة جملة من المهارات المنهجية. لذلك لا يمكن للمترشح الذي يقرأ ورقة الامتحان الشروع في التحرير بل يتعين عليه المرور بمرحلة عمل تحضيري للفهم و رصد الأفكار الملائمة و مرحلة تخطيط لتنظيم تلك الأفكار ثم يتوج ذلك بتحرير متماسك.
فالشروط المنهجية هي نفسها في الموضوع أو النص لكن توجد فروق جزئية في كيفية تطبيقها في الحالتين. فالنص معطياته أكثر تفصيلا و يلزمنا بتوضيح أفكار صاحبه دون محاكاته أما الموضوع فمعطياته مختصرة و يقتضي منا التوسع دون الخروج عنه.


أولا: مفهوم المقال الفلسفي


إن المقال الفلسفي هو عبارة عن ممارسة فكرية تهدف إلى طرح مشكل وبلورة ضمنياته بغية الوصول إلى تصور حلّ محدد له، وتبعا لذلك فإن ما يهم أساسا في المقال الفلسفي ليس الموقف الذي يتخذه المترشح من المشكل المطروح في الموضوع، بقدر ما هو المسار الذي تتجلى خلاله قدرة المترشح على تحليل ومناقشة الموضوع وتوظيف المعلومات والأفكار الفلسفية المتعلقة به، والتدليل(البرهنة) على الموقف الذي سيتخذه منه.
فالمقال الفلسفي :
* هو تفكير غايته طرح مشكلة و توضيح معالمها و جوانبها و تصور الحلول الممكنة لهذه المشكلة بغية مناقشتها و الانتهاء إلى تقديم حل ياخذ بعين الاعتبار حدود الحلول المناقشة، إن هذا الهدف يقتضي ضرورة عدم الإدلاء بأية نتيجة دون دعمها بالبراهين و الحجج اللازمة .
و الخاصية المميزة للمقال الفلسفي تتجلى في كونه تفكيرا يعمل على تغيير نقدي للأحكام الجاهزة و لما يبدو بديهيا من الأفكار.


ثانيا: ما يجب مراعاته في منهجية التحليل:


1- اختيار الموضوع: أول صعوبة تعترض المترشح هي مشكلة اختيار الموضوع، فينبغي أن يتم هذا الاختيار خلال الدقائق الأولى من حصة الامتحان، إذ على المترشح أن يقرأ بانتباه المواضيع المقترحة، وأن يضبط بسرعة مجال كل واحد منها، ويجب الحذر من اختيار المواضيع التي تبدو سهلة من الوهلة الأولى (يجب الحذر من الوقوع في فخ السهولة) والذي توهم بعض صيغه المترشح.
2- اتخاذ حكم نهائي باختيار الموضوع أو النص المراد تحليله.
3- تحديد خطة التحليل، أي ما إذا كان تحليلك للموضوع سيكون على شكل (م.الجدلية – م.الاستقصائية بالوضع، الرفع، الحر – م. المقارنة – م. تحليل النص) والحكم على ذلك يكون من خلال الانتباه إلى صيغة المسائلة.
4- فهم السؤال المطروح وتحديد المطلوب من خلال الانتباه إلى صيغة المساءلة.
5- تحديد الإشكالية التي يطرحها الموضوع بكل دقة.
6- التفكير بصورة منظمة ومتدرجة اعتماداَ على الإشكالية التي وقع تحديدها.