هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 (أدبيات أحمد مطر غير الشعرية)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مسلم و أفتخر
نبض جديد
نبض جديد
مسلم و أفتخر


ذكر عدد الرسائل : 27
العمر : 47
الإقامة : أرض الله
المهنة : م.ت. إ
تاريخ التسجيل : 22/03/2011

(أدبيات أحمد مطر غير الشعرية) Empty
مُساهمةموضوع: (أدبيات أحمد مطر غير الشعرية)   (أدبيات أحمد مطر غير الشعرية) I_icon_minitimeالجمعة 25 مارس 2011, 14:26

الدودة و العلف
الطغيان دودة..
أين توجد هذه الدودة؟
آخر المعلومات تفيد أنها توجد فقط في أعماق كل نفس بشرية.
العمر التقريبي لهذه الدودة يحسب بالدقائق، لكنها فور حصولها علي العلف، تتحول إلى بقرة أو فيل أو ربما كرة أرضية!
أين يوجد هذا العلف؟
المعلومات المتوفرة حتى الآن تقول إنه محصور فقط في كل نفس بشرية.
بعبارة موجزة: إنّ دودة الطاغية متجانسة مع دودة الخنوع لدي جماهير الشعب العظيم.
لا ذنب للطاغية سوي دودته، الذنب كل الذنب في منتجي أعلافها، المتطوعين للخنوع، والمبالغين في الخنوع، والمبالغين في المبالغة.
ماذا يمكن للطاغية أن يكون؟ ديناصورًا؟
حتى الديناصورات انقرضت حين لم تجد العلف.
من فرعنك يا فرعون؟
من حق فرعون أن يتساءل أيضًا: ألكم عين لتسألوني مثل هذا السؤال، بعد أن فتقتم دودتي من فرط التخمة؟!
قال الشاعر القديم.. ابن القديمة:
"ما شئت لا ما شاءت الأقدارُ
فاحكمْ، فأنت الواحد القهار"!
أعطه يا غلام ألف درهم.
ألف درهم يا غبي؟! كل هذه المعلبات الكافية لإطعام مليون دودة.. نظير ألف درهم فقط؟!
احتاج الشاعر الغبي بضعة قرون حتّى يتعلّم بعض قواعد الاقتصاد.. لكنّه لم يستطع برغم ذلك أن يبالغ في مطالبه لأن الدودة قد تحولت إلى دبّابة وصار غاية ما يعطيه (الغلام) هو نعمة البقاء علي قيد الحياة.
"لولاك يا محقان ما طلع القمر
لولاك يا محقان ما هطل المطر
لولاك يا محقان ما نبت الشجر
لولاك يا محقان.. ما خُلقَ البشر"
خلاصة القول ان الهدف المقدّس من خلق والدنا آدم ـ رحمة اللَّه عليه ـ هو إطعام دودة محقان!
ولمَ لا؟ هنيئا وعافية.
وأتدهشنا دودة محقان، ولا يُدهشنا أنّ في الشاعر دودة؟!عندما غضب محقان الموقر علي بائع العلف، صاح بصوته الجهوري: يا غلام.. اقطع لسانه.
ما الفائدة؟ أبعدَ استهلاك العلف؟
كان عمّنا "المتنبي" لا يتذكّر "كافور" إلاّ وتفيض خياشيمه برائحة المسك. دخل مصر فلم يرَ فيها شحّاذًا ولا كسيحًا ولا مظلومًا.
معه حق: رائحة المسك تُسكر.. هل يستطيع أن يري والمسك واقف في عينيه قال:
"أبو المسك لا يفَني بذنبك عَفوهُ
ولكنه يفني بعذرك حقدُهُ"
وبنظرة سريعة إلى طبيعة هذا العلف، يجوز لنا أن نعتبر دودة كافور أُمّا للمسك!
هل نمسك الخشب؟ ليس ضروريًا، أصابت العين، وانكشف الحسد.
أغلب الظن أن دودة كافور ـ برغم انتفاخها، ما شاء الله ـ لم تشكر النعمة.
يا غلام... أعطه أُذنا صمّاء
أهكذا؟ اسمع إذن:
"وتعجبني رِجلاكَ في النَّعلِ
إنّني رأيتُك ذا نعلٍ إذا كُنت حافيا"
تعجّب عمّنا، هذه المرّة.. لأن "كافور" يلبس حذاءً.. إذ كيف يجوز هذا ورِجل "كافور" نفسها حذاء؟!
أمّا نحن فنعتقد أنه نفس الحذاء الذي ركل عمّنا علي قفاه!
ما الفائدة؟ أبعد استهلاك العلف؟
مرّة استوقف قاطع طريق رجلاً وامرأته.
قال للزوج: أذبحكما، أو ترقص لي زوجتك.
قال الزوج: ارقصي وخلّصينا.
رقصت الزوجة ساعة، وعفا عنهما قاطع الطريق.
قال الزوج بعد هذا: لماذا فعلتِ ما فعلتِ؟
أجابته مندهشة: أنت أمرتني بذلك!
قال لها: أردتك أن تخلّصينا، لا أن تنافسي سهير زكي!
كان هناك رجل اسمه طالب عاش في مطلع هذا القرن في بلاد واق الواق. قيل إنه فكر بترشيح نفسه لمنصب الحاكم، وانطلق يزور المناطق باذلاً المال لاستجماع الأنصار. فماذا حصل؟
كادت دودته الناشئة تموت من ثقل الوجبة.
أول طبق مقبّلات قدمته الجماهير العظيمة كان عبارة عن أهزوجة تقول:
"ثلث للَّه وثلثين لطالب وثلث اللَّه يطالب بيه طالب"!
السؤال الذي يطرح نفسه: هل كان بمقدور الشيطان الرجيم أن يأتي بمثل هذه الأهزوجة؟
والسؤال الذي يجمع نفسه: ماذا لو أنّ طالب نال المنصب، فاستولي علي الثلث الباقي؟ أين يذهب اللَّه؟!
والسؤال الذي يضرب نفسه علي عجيزته: ما ذنب الدودة؟!
قيل إنّ أحد الولاة كان لديه جمل يحبّه جدًا، وكان يطلقه في الأسواق، فيعبث ويدمر كما يحلو له، طردًا للكآبة والضجر، حتّى ضاق به الناس ذرعًا، وعقدوا العزم علي شكايته للوالي.
اجتمع التجار وانتخبوا خمسين رجلاً من ذوي الرأي والشجاعة، وأرسلوهم إلى قصر الوالي لعرض الشكوي.
بعد دقائق من مسير الوفد تملّص ثلاثة. وفي منتصف الطريق كان الوفد قد أصبح ثلاثين رجلاً، وعند الوصول كانوا خمسة!
صاح رئيس الوفد: يا حضرة الوالي المعظّم..
أطلّ الوالي من شرفة القصر: نعم.. ماذا تريد؟
التفت الرجل فلم يجد من جماعته سوي اثنين.
قال: جملكم، يا حضرة الوالي المعظّم..
تساءل الوالي: جمّولي؟ ماذا جري لجمّولي؟!
التفت الرجل فلم يجد صاحبيه!
حينئذ قال: جمّولي مسكين يا حضرة الوالي.. لا نراه إلا حزينًا وساهمًا.. إنها الوحدة قاتلها اللَّه.. جمّولي يحتاج إلى ناقة تؤنس وحشته.. أما آن الأوان لأن تزوجوه؟
يا غلام.. أعطه خمسين قُبلة.
أما جماهير أمتنا العظيمة.. فيا غلام أعطها مليار دودة!

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
(أدبيات أحمد مطر غير الشعرية)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدى الثقافة و العلوم :: المنتدى الثقافة العامة-
انتقل الى: